الثلاثاء، 3 سبتمبر 2013

بؤرة الاجرام في وسائل الاعلام


في بادئ الامر كنت استغرب ان أرى بعض وسائل الاعلام تستخدم بعض الالفاظ التي تخدش اذن المتلقي ، فقد كانت محاضراتنا الاولى في كلية الاعلام عن كيفية انتقاء الكلمات المحترمة التي لا تحمل اي تجاوز او الفاظ اقل ما توصف قليلة ادب ، فالاعلامي انسان يجب ان يكون شبه مثالي لانه يحمل على عاتقه رسالة انسانية من شأنها ان تبني البلد ...


 لكن ما يحصل اليوم في العراق اشد فتكاً من اي وقت اخر فقد اصبحت وسائل الاعلام بصورة عامة المرئية منها و المسموعة و حتى المقروء محل للاجرام و الاعلام الرخيص الذي لا يحمل اي قيم اخلاقية ولا حيادية و من كان على اطلاع بالاعلام و عناصره و متطلباته يدرك ان الاعلام اليوم في العراق لا صلة له بالاعلام الاكاديمي الحقيقي ابداً و هو عكس كل ما يدرس في كليات الاعلام ، فاليوم لا نستغرب ان نرى رئيس تحرير جريدة ما او مدير قناة اعلامية لا يحمل شهادة و لا خبرة تملأ الاخطاء الاملائية و اللغوية كتاباته او الفاظه و لا نستغرب ان نرى محرر في اي وسيلة اعلام او مراسل لا يعرف كيف يبدأ الخبر و كيف يختمه او حتى يكتبه لان غالبية الاخبار تنتقل من وكالة انباء الى باقي وسائل الاعلام الاخرى و هكذا يصبح لا معنى لتعاريف الخبر التي كانوا يحشون بها عقولنا و تزدحم بها اوراق كتب الاعلام ايام الدراسة الاكاديمية ، كما انني اشعر بالخجل كلما فتحت المذياع صباحاً عندي ذهابي الى العمل لاستمع الى اتفه البرامج و اعلاميين اقل ما يقال عنهم جهلة يتحدثون عن امور لا تقترب من الاعلام لا من قريب او بعيد.

و هذا كله اهون من المهزلة الاجرامية التي يتبناها الاعلام العراقي اليوم ، فأغلب وسائل الاعلام مدفوعة الثمن حزبية طائفية تعمل بشكل دعائي لصالح شخص بعينه او لصالح الاحزاب التي ( تثرد ) بدماء العراقيين بلا توقف و لا خجل ، بل الادهى من ذلك انها تروج على مدى الساعة لرؤساء هذه الاحزاب اللذين اباحوا في الارض فساد فقتلوا و سلبوا من خيرات العراقيين ما لا تتوقعه العقول ،كم كنت اتمنى في هذا المقال ان انطق باسماء هذه المؤسسات الاعلامية التي كان من المفترض بها ان تخدم المجتمع بأكمله لا شخصيات كانت في امس هناك و اليوم اصبحوا آفة مدمرة تتغذى على دماء هذا شعب هذا البلد العظيم الا انني ادرك تماماً ان العراقي يحمل من الذكاء ما يكفيه لمعرفة ما ارمي اليه و يعرف تلك الاسماء التي اصبح البوح بها يؤدي بنا الى فك الموت بلا ثمن ، و لا اقول في ختام مقالي هذا سوى حسبنا الله و نعم الوكيل في زمرة جهلة امسكوا زمام الامور يقودوننا الى حيث الظلام . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق