الاثنين، 2 يونيو 2014

يوم الزكريا

في العراق الحبيب يزهو اول احد من شهر شعبان بيوم زكريا وهو احتفال معروف للعراقيين في ارجاء المعمورة، داعين من الله ان ينور عليهم دنياهم بأفراح ملونة تشبه صينية زكريا الملونة بألوان الحياة والفرح...




 فاحتفال زكريا لا يقتصر على اخواننا الصابئة بل يتعداه لكل بيت من البيوت العراقية مسلمة مسيحية صابئية ...الخ، ولكن قصة هذا اليوم مرتبطة بقصة النبي زكريا عليه السلام الذي استجاب الله لدعائه ورزقه طفلا من زوجته وهو في التسعين من عمره، ذلك الحدث اهدى لاجيالنا السابقة واللاحقة في العراق ان شاء الله مناسبة جميلة للاحتفال، فلننسى واقعنا المؤلم ومشاكل كل فرد من افراد بلدنا الحبيب ونرتمي بين ايدي الله سبحانه علنا نخرج من ضيق الازمة لانفراج. نجد ذكر تلك القصة من بين قصص القران الكريم الذي خلدها في سورة مريم بسم الله الرحمن الرحيم "كهيعص ذكر رحمة ربك عبده زكريا اذ نادى ربه نداء خفيا.." صدق الله العظيم.
ومن ذكرياتنا الحلوة فان اصحاب المحال في مناطق الاعظمية والكاظمية والشورجة يستعدون قبل هذا اليوم لتحضير انواع الاباريق الفخارية والحلوى والدفوف والشموع واللوازم الاخرى التي يقتنيها اهالي العراق للاحتفال.
ومن هنا اقول لمستحدثي العيش في العراق قبل هجومهم علينا بان احتفال زكريا غير موجود في الاحتفالات الدينية الاسلامية بل انه موروث من قبل الاباء والاجداد احتراما وتكريما منهم لاخواننا الصابئة، ومما يؤكد النسيج المتجانس والحميم للعراقيين على عكس ما يشاع افتراءا اليوم.
يتلخص الاحتفال بتهيئة (الصواني) التي تزينها شموع واغصان الياس ومختلف انواع الحلويات والكرزات (تسالي) والمعجنات ويتم اطفاء الشموع بعد صلاة المغرب ويفطر الصائمون والصائمات على الدولمة العراقية ، ولا ننسى التوزيع على حبايب القلب (الجيران) وقراءة القران، فاحتفال زكريا هو مناسبة جميلة لضم العائلة والاهل والاحباء في احضان العلاقات الانسانية الحميمة والتي قد لا نجد مثيلها في بلدان اخرى، ولا ننسى ذكر الصيام المستحب في هذا اليوم ويكون لوجه الله تعالى.
ومن هنا نتوجه بالدعاء لله سبحانه وتعالى ان ينعم على العراق الحبيب الغالي واهله الطيبين برحمته الواسعه.


هناك تعليق واحد: