الأربعاء، 19 سبتمبر 2012

الإعلام الهادف....والحوار الثقافي



من هذا المنطلق يجب علينا أن نكون أمة الأسود وليس أمة الشياه...حتى لو لم نمتلك المعجزة التي تبهر العالم الحديث... أن يكون لدينا رسالة واضحة المعالم وأهداف ساميه...وواقعيه ..وصادقين بما لدينا نكون قد تجاوزنا حدود الإمكان..وبنينا أسس وقواعد تستمد من وحي الثوابت التي تتجانس مع أنفاس ..ونواميس هذا الكون الطبيعية والغاية التي خلقنا من أجلها لاعمار الارض. 


يخبرنا القرآن في سورة طه أن سيدنا موسى عليه السلام طلب من الله أن يشد أزره بأخيه هارون...لماذا؟؟ هل كان بحاجه إلى توصيل الأفكار إلى الطاغية فرعون وإقناعه بالدعوة التي هي مبدأ كل نبي...فالله عز وجل قد أيده بالعصا التي أدبر منها وأخذت تهتز مثل الجان...والتي كانت تلقف ما صنعوا من سحر ورهبه في يوم الزينة!! والأكثر من هذا هو لقاء الله به وحديثه معه...

امتلاك المعجزة والقدرة على اختراق الأمور الطبيعية ليس كفيلا على أن نوصل الرسالة ويصدق بها الكثيرون..؟؟.إن النفس الانسانية بحاجه إلى الطرح الفكري والاستقبال للمعلومات ليس المعجزات فقط...حيث أدرك ذلك سيدنا موسى عليه السلام عندما كلفه الله عز وجل بتلك المهمة رغم تكليمه وتشريفه له بالذات...فكان الجواب هو ربي اشرح لي صدري ..و يسر لي امري.. واحلل عقده من لساني يفقه قولي..واجعل لي وزيرا من أهلي .. هارون أخي..أشدد به أزري ..وأشركه بأمري ،حيث لم يطلب منه سوى أن يشرح له صدره بالصبر الذي كان ينقصه وفقه القول والفصاحة التي كان بحاجه إلى نقل أفكاره بأسلوب يستمع له الآخرين..كما انه طلب أن يكون له أخ يمثل السند والعون في إرساء الدعوة ..فكان يأخذ بالأسباب الواقعية ...من جانب يعزز فيه مهمته...حيث لم يطلب من الله أي معجزه ما ورائيه إن جاز التعبير...فكانت رسالته تمثل جانبا واقعيا وإعلاميا هادف برأيي...وقد انتصر في النهاية وأغرق حضارة كان الخلود هو رمزها؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق